آخر الأخبار
الرئيسية » في الواجهة » كلمة الأخ عبد الجلال بالمامي بالمؤتمر الاقليمي الثالث عشر لمنظمة العمل الدولية باديس أبابا أثيوبيا‎
كلمة الأخ عبد الجلال بالمامي بالمؤتمر الاقليمي الثالث عشر لمنظمة العمل الدولية باديس أبابا أثيوبيا‎

كلمة الأخ عبد الجلال بالمامي بالمؤتمر الاقليمي الثالث عشر لمنظمة العمل الدولية باديس أبابا أثيوبيا‎

الأخ عبد الجلال بالمامي عضو المكتب الوطني للاتحاد المغربي للشغل و الكاتب العام الوطني للشبيبة العاملة المغربية أثناء مداخلته باسم الوفد المغربي في موضوع : ” الشباب و التكنولوجيات الجديدة:
الفرص المتاحة امام الشباب في افريقيا ” و ذلك في اطار فعاليات الاجتماع الاقليمي الثالث عشر لمنظمة العمل الدولية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا
” إن المدخل الاساسي لمقاربة موضوع الشباب و التكنولوجيا يقتضي منا ان نعكف بشكل اساسي على الخيط الناظم بين الاثنين وهو التعليم بافريقيا .
فالشباب هو فرصة حقيقية يمكن استثمارها بشكل افضل اذا ما تمت الملائمة ما بين تحديث البنيات التحتية و المؤسساتية و مباشرة التعاطي مع الخصاص التكويني لان الرافعة التنموية لا يمكن ان تكون تكنولوجية فقط بل لابد ان تكون مؤسسية و مادية و سياسية و ثقافية لتغيير الوضع الذي ينتج الاقصاء و التهميش و تحويله الى مولد لعوامل الاذماج و التنمية و عليه فعلى الحكومات الافريقية ان تمنح الشباب مكانة محورية في برامجها و انشطتها.
مقاربة الشباب و التكنولوجيا  يتطلب ملاءمة التعليم لحاجيات سوق الشغل و التوفر على  مخطط علمي يستبق الحاجيات من الكفاءات و قدرات البحث و الابتكار التكنولوجي و اذا كانت افريقيا اليوم شابة من حيث البنية العمرية لسكانها فان ذالك يلقي مسؤولية كبيرة على صناع القرار بها للاستجابة لطموحات و تطلعات لشباب و تسليحه بمفاتيح فهم و بناء  التكنولوجيا و ليس فقط استعمالها . لا يجب ان نقبل بان نكون مستهلكين فقط و اذا كان و لابد ان نكون مرحليا مستهلكين فعلينا ان نكون مستهلكين اذكياء.
استحداث مناصب الشغل في قطاعات تستعمل التكنولوجيا يحتاج الى جراة في الرفع من مستوى الاستثمار العمومي و جذب الاستثمار الخاص  المستهدف لاذماج الشباب في النسيج الاقتصادي و جرأة في اعمال الحماية الاجتماعية و جرأة اكبر في توطيد العمل اللائق بالاجر اللائق من اجل تكثيف المردودية و تعميق روح الانتماء للمؤسسة الانتاجية و بالتالي الاسهام في التنمية بكل محركاتها و الرهان عليها بالدرجة الاولى كعامل للاستقرار الاجتماعي و كعامل ايضا لخلق تراكم في الثروة ,
علينا كافارقة ان نستفيد من التجارب الكونية الناجحة و لنا في تجربة النمور الاسيوية خير مثال يمكن الاحتداء به خاصة في الشق المتعلق بالرادة في تغيير الواقع بداية من لبنة التعليم التي افرزت اطرا وطنية شابة كان لها الفضل فس السمو ببلدانها الى مصاف البلدان الرائدة و ذات الصوت المسموع في المنتظم الدولي.
من المؤسف ان نجد في بلداننا الافريقية كلها  نسبة اقل من 1 في المائة من الانتاج الداخلي الخام كميزانية مرصودة للبحث العلمي  في حين في اوربا النسبة تصل الى 3 في المائة  مع الاخذ بعين الاعتبار الفارق الشاسع ما بين حجم الناتج الداخلي الخام ببلدان اوربا و ببلدان افريقيا .
في المغرب بدل مجهود كبير لردم الفجوة الرقمية و تم بالفعل وضع سياسات عمومية انطلاقا من مشروع المغرب الرقمي الذي توخى  جعل الادارة العمومية ادارة رقمية كما تم ايلاء عناية خاصة للتكوين في المهن التي تتطلب مستوى معين من المعرفة الرقمية و التكنولوجيا  بالسياق مع دخول استثمارات في ميادين الطيران المدني و تصنيع السيارات و التي تشغل الالاف من الشباب بمعدل سن لا يتجاوز 31 سنة و في مراكز النداء المعدل لا يتجاوز 27 سنة و رغم ذالك فاننا ايضا و في اخر تصنيف للاتحاد الدولي للاتصالات تراجع بلدنا الى المرتبة 99 عالميا من اصل 167  بعدما كان قبل 5 سنوات  في المرتبة  96 و هو ما يجعلنا نعيد التاكيد على ان السياسات العمومية في مجال تاهيل دول افريقيا لتملك التكنولوجيا لن تكون ذات جدوى الا في حالة ضمان ديمومتها و استمراريتها في الزمن للوصول الى الاهداف كاملة غير منقوصة”

جلال بالمامي
عن الوفد المغربي مجموعة العمال
أديس أبابا أثيوبيا
2 دجنبر 2015