عرفت بلادنا خلال الأيام الأخيرة ظروفا مناخية استثنائية كان من نتائجها فيضانات أودت بحياة العشرات و أحدثت خسائر مادية كبيرة و أصبحت العديد من المناطق خاصة في سوس ماسة درعة منكوبة، و بهده المناسبة الأليمة يتقدم المكتب النقابي للنقابة العامة لمستخدمي الأرصاد الجوية الوطنية، المنضوي تحت لواء النقابة العتيدة الاتحاد المغربي للشغل، بأحر التعازي لأسر الضحايا راجيا من الله العلي القدير أن يتقبلهم شهداء عنده عز و جل، كما يتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
و قد عملت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية كما عهد فيها دائما، بتدبير هده المرحلة بالجدية و النجاعة الكاملة حيث مكنت معطيات الرصديين و توقعاتهم و نشراتهم الإندارية من مساعدة كل السلطات و كل المؤسسات عبر الوطن من ترشيد و تركيز تدخلاتهم، و بالتالي تفادي كثير من تبعات الكوارث الطبيعية المماثلة، سواء ما تعلق بأرواح و ممتلكات المواطنين أو ما تعلق بالبنيات التحتية و الأوراش الكبرى و على رأسها دلك الكنز الاستراتيجي المتمثل في سدود المملكة.
هدا الأداء المتميز لقطاع الأرصاد الجوية الوطنية في التنبؤ الاستباقي و بدقة فائقة شهد بها القاصي و الداني ساهمت فيه عدة أسباب منها الكفاءة و المهنية العالية التي يتميز بها الرصديات و الرصديون و كدلك الجندية المتمثلة في العمل 24 ساعة على 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع و على مدار السنة، إضافة للمعدات دات التكنولوجيا العالية من حواسيب عملاقة و رادارات و محطات استقبال للساتل… إلا أنه و برأيي أهم سبب هو الرؤية المتقدمة التي كانت للمسؤولين على كل مستوياتهم في بداية تسعينات القرن الماضي، و على رأس كل هؤلاء المسؤولين المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، لجعل الأرصاد الجوية المغربية في مصاف الدول المتقدمة في هدا الميدان. هده الرؤية ترجمت على أرض الواقع باقتناء العديد من المعدات دات التكنولوجيا العالية و تكوين كفاءات رصدية دات مستوى عال.
و نحن إد ندكر بهده الأمور، نهنئ كل الرصديات و الرصديين على هدا العمل المشرف و ندعوهم لمضاعفة الجهود و اليقظة التامة لخدمة الوطن و المواطنين مستحضرين في هدا ما تشبعنا به من روح المواطنة الصادقة و العطاء غير المنقطع في مركزيتنا النقابية الاتحاد المغربي للشغل. و لا أدل على دلك ما تم تنظيمه و تأطيره من طرف هده المركزية المتميزة من أيام دراسية ترمي للتعريف بقطاع الرصديين و حماية منتوجهم، و ما هي مستعدة لتنظيمه مستقبلا، خصوصا و أن وتيرة و قوة الظواهر المناخية القصوى هي في ازدياد مطرد. و استنادا لهده الحمولة النضالية و الأخلاق الوطنية العالية نؤكد لكل المواطنين أن قطاع الأرصاد الجوية في مواكبة دائمة لكل مستجد و طارئ، و سيؤدي مهامه المعهودة بكل تفان و إخلاص لتفادي أي مكروه يمس أمن مواطنينا و وطننا الدي نفرح لفرحه و نتألم أيما ألم لما يمكن أن يكدر صفوه.
و أخيرا نطالب كل المسؤولين بالعناية الكاملة بهدا القطاع لإدامة منتوجه و عطائه و دلك من خلال:
- تمكين المديرية من الموارد البشرية الكافية لسد الخصاص الحاد الدي تعاني منه مند ما يقارب عقدين من الزمان نتيجة إحالة عدد مهم من الكفاءات الرصدية على التقاعد دون تعويضهم.
- تكثيف الشبكة الرصدية الرئيسية و الثانوية لتراعي معايير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
- تمكين مديرية الأرصاد الجوية الوطنية من إطار مؤسساتي لائق يمكنها من الوسائل الضرورية للقيام بالمهام الموكولة إليها كما يمكنها من وسائل تدبيرية جديدة لتطوير القطاع – مؤسسة عمومية أو وكالة أو مديرية عامة-.
- استكمال التصديق على نظام التعويضات الخاص بالرصديين.
المكتب الوطني