أخواتي الكهربائيات،إخواني الكهربائيون،
يحل فاتح ماي لهذه السنة والطبقة العاملة المغربية تعيش وضعية صعبة بفعل السياسات الحكومية اللاشعبية. سياسات لا ترى من مخرج للأزمة المالية والاقتصادية إلا في طمأنة الرأسمال وتوفير كل الشروط الملائمة لتأمين وتنمية استثماراته. شروط حتما لها أثار كارثية من ضرب للقدرة الشرائية للعاملات والعمال وعموم الكادحين، وهضم لحقوقهم ومكتسباتهـم التـاريخية فـي الـدعـم -عبر صندوق المقاصة – وفي التقاعد والحريات والحق النقابي وحق الإضراب وتكميم ولجم الأصوات الحرة عبر قمع المظاهرات وتمييع الحياة السياسية وتقزيم دور النقابات.
يأتي فاتح ماي لهذه السنة وأمام الطبقة العاملة وكل المناضلين الغيورين وكل الكادحين تحديات يجب رفعها، ومعارك نضالية يتعين خوضها من أجل تحصين المكتسبات التي تحققت عبر نضالات مريرة أدت فيها الطبقة العاملة ثمنا باهضا، ومن أجل تحقيق الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
أخواتي الكهربائيات، إخواني الكهربائيون،
يحل فاتح ماي هذه السنة على وقع واقع مؤسف تعيشه مؤسستنا العريقة المكتب الوطني للكهرباء، بين إخلاص المخلصين وجـحود الجـاحـديـن. بـين إخـلاص المخلصـين والأوفـياء مـن الكهربائـيين الذيـن ضحـوا بالغالي والنفيس ليـصل الـنور إلـى كل بيت مغربي في الحواضر والقرى، ومعهم ثلة من المخلصين الغيورين على المرفق العـام خدمة لـبلـدهـم، وبين جحود ونكران الذين أسهموا في خوصصة أو بـيع العـديد مـن المؤسسات الوطـنية، وهـم الآن يتربصون بهذه المؤسسة الوطنية العريقة التي تعتبر رمـزا مـن رمـوز السـيادة الوطـنـية إلى جانب قطاع الماء.
إن الإختلالات التي يتحدثون عنها والتي عبر تقرير المجلس الأعلى للحسابات عن أحد جوانبها، وما تناقلته واجترته وسائل الإعلام إما عن جهل، أو لكونها مأجورة، إنـما هـو وضـع تـتحـمل فيه الدولة بحكوماتها مسؤوليتها كاملة، ابتداء من صفقة الجرف الأصفر، إلـى صفـقات تـفويـت توزيع كهرباء مدن بأكملها لشركات أجنبـية. ومـا تعرض لـه الاقـتصاد المغربي من ضربات موجعة جراء ذلك، وما يعانيه المواطن المغربي شهريا من غلاء فاحش في فاتورة الماء والكهرباء إلا دليل قاطع على الفشل الذريع في سياسة تدبير قطاع بأكمله.
أخواتي الكهربائيات، إخواني الكهربائيون،
إننا لا نرى في الحملة المسعورة التي تتعرض لها مؤسستنا إلا توطئة لتفتيت وتفويت هذه المؤسسة الوطنية الحيوية، وإجهازا معلنا للخدمة الاجتماعية التي كانت تستفيد منها شرائح واسعة من المجتمع المغربي، وبالتالي ضربا للحقوق والمكتسبات التاريخية للكهربائيين والتي يضمنها النظام الأساسي ويضمنها التنظيم القوي والتلاحم المتين للكهربائيين .
لذا فإننا نغتنم مناسبة فاتح ماي لنذكر من يهمه الامر :
- إن مـسؤولـية مـا آل إلـيه وضع المكـتب الـوطني للكهرباء الــذي بني بـسواعد الكهـربائيين أطرا ومستخدمين هي مسؤولية الدولة واختياراتها في تدبير هذا القطاع الحيوي.
- إن المكتب الوطني للكهرباء مرفق عام هام لا مسوغ البتة لخصخصته لدى كل ذي غيرة على بلده المغرب.
- إننا ككهربائيين أبنا في كل محطة وبكل مسؤولية عن نضج وحكمة كبيرين، وضحينا بالغالي والنفيس وحققنا ريادة مؤسستنا، كما حققنا مكتسباتنا بسواعدنا وبإخلاصنا وتفانينا في عملنا. ونعتبر أن هذه الحقوق وهاته المكتسبات التاريخية، وعلى رأسها التقاعد والمؤسسات الاجتماعية والنـظام الأسـاسي الضامن لكل ذلـك، نـعتـبرهـا خطوطا حـمراء لا ينبغي تجاوزها، وليس لدينا أي استعداد لمناقشتها، بل نعتبر ذلك مجازفة ومغامرة غير محسوبة العواقب وإيذانا بالدخول في معارك نضالية غير مسبوقة.
أخواتي الكهربائيات إخواني الكهربائيون،
لكل الاعتبارات السالفة الذكر ندعوكم جميعا إلى الحفاظ على وحدتكم ولحمتكم وتعبئتكم الشاملة والدائمة والتفافكم حول مكتبكم الجامعي وكل الاجهزة الجهوية والمحلية، وأهبتكم لصد كل المحاولات الرامية الى النيل من مؤسستكم ومن حقوقكم ومكتسباتكم.
ولنجعل من فاتح ماي لهذه السنة يوما للنزول القوي والمعبر إلى الشارع، لنعلن جميعا رفضنا القاطع للسياسة الفاشلة في تدبير القطاع، ونعبر عن استعدادناوبقوة وحزم للدفاع عن حقوقنا ومكتسباتنا.
عاشت الجامعة الوطنية لعمال الطاقة
عاش الاتحاد المغربي للشغل
الدارالبيضاء في، 24 أبريل 2014