هذا النشيد الرائع، نشيد الاتحاد المغربي للشغل، هو نمودج قل نظيره في حشد الهمم، وشخصيا اعيش حالة الأمل بكل جوارحي لما اسمع كلمات هذا النشيد الرائع .
بعض الناس يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم.. لكن هممهم وعزائمهم تحلق في السماء..سكان القمم لا يرضون لأنفسهم من كل شيء إلا أحسنه ..ومن كل أمر إلا أتمه و أجمله ..وقد قيل قديما :قدر الرجل على قدر همته..فمن كان عالي الهمة ..كان عالي القدر..فبادر يا رفيقي العزيز ولا يقعد بك العجز عن المكرمات.. وتأمل سير المناضلين الشرفاء . فإنها للهدى منارات.. حاول أن تكون من سكان القمم.. وابذل في تحصيله كل غال ورخيص.. ولا تدخر في ذلك أي نفيس..
لكل مجد مكافأة تليق بمقامه..فمن جد في العلم كوفىء باحتياج الناس إليه ..ومن جد في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه ..
فأين طلاب العدل و الكرامة ؟..أين أصحاب الهمم العوالى ؟ لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم .
و جاء في قصيدة جميلة عنوانها:
” رفع الهمم الى القمم”
“ومن اراد المعالي هان عليه كل هم .. لانه لولا المشقة ساد الناس كلهم ..
ونصوص الوحي تناديك .. سارع ولا تلبث بناديك ..وسابق ولا تمكث بواديك ..
اطلب الاعلى دائما وما عليك ..
فان موسى لما اختصه الله بالكلام قال : ربي ارني انظر اليك
المجد لا يأتي هبة .. لكنه يحصل بالمناهبة ..
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة ..
نجحت النملة بالمثابرة .. طول المصابرة ..
تريد المجد ولا تجد … ؟؟؟
تخطب المعالي وتناوم الليالي …؟؟؟”
و يقول المتنبي أيضاً:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ”
فتحية لكل المناضلات و المناضلين و شرفاء الوطن الذين مازالوا حاملين للمشعل، و التفاتة لطيفة لؤلائك الذين غادرونا في صمت، الذين ضحوا بالغالي و النفيس من اجل ان ننعم بالحرية و الاستقرار .
من هنا و في هذا اليوم بالذات بمناسبة تخليد عيد الشغيلة فاتح ماي الذي كان مناسبة لالقاء الضوء على على ما أنجز بفضل منظمتنا العتيدة الاتحاد المغربي للشغل، جاءت كلمة أحد أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، كقراءة سريعة لاهم المحطات التاريخية التي مرت بها منظمتنا العتيدة الاتحاد المغربي للشغل، و مواكبتها لكل مراحل التقدم ببلادنا ماقبل الاستقلال إلى اليوم، و أيضا لمظاهر الاختلاف في موضوع الممارسة النقابية بين الأمس واليوم .
و بعد ذلك تطرق لمضامين كلمة الأمين العام الاخ الميلودي مخاريق التي كانت شاملة و مهمة لما لليوم من رمزية تاريخية و نضالية فكان التركيز على :
●الانعكاسات السلبية لجائحة كوفيد -19 على مصير عدد كبير من العاملات و العمال
● الانتصارات التي تحققت على يد الجامعات المنضوية تحت لواء منظمتنا العتيدة الاتحاد المغربي للشغل كالجامعة الوطنية لمستخدمي الضمان الاجتماعي، وغيرها.
● المشروع الملكي او ما يمكن تشبيهه بالثورة الاجتماعية حسب البيان الصادر عن الديوان الملكي و المتعلق بتوسيع التغطية الاجتماعية
● وقفة عرفان من خلال اقامة نصب تذكاري ترحما على العاملات ضحايا( 28 ضحية) لمعمل النسيج بطنجة .
نقول لهم، ما نقوله على المرحوم المحجوب بن صديق و المرحوم عبد الله ابراهيم و آخرين، إن الذين استشهدوا من ضحايا هذا الوباء اللعين، باننا لن ننساهم و اننا على العهد باقون من اجل تتمة مسيرة التقدم و الازدهار التي لن نرضى بديلا عنها من اجل النهوض ببلدنا العزيز .
عبد الكريم غيلان
مناضل في صفوف الجامعة الوطنية لمستخدمي الضمان الاجتماعي