نبهت جائحة كوڤيد 19 إلى مكامن الضعف في مختلف أنطمتنا الاقتصادية والاجتماعية والتدبيرية ونعتبرها فرصة لإعادة تقييم وتصحيح اختيارات بلادنا في المجال السياحي ، للخروج به أكثر قوة ومناعة في استثمار إمكانياتنا لانطلاقة ، كأهم قطاع مشغل لليد العاملة.
إلا أن هدا القطاع هو الأكثر تضررا بسبب الجائحة واستمرار حالة الطوارئ، وخاصة غير المهيكل منه ، والوحدات المتوسطة والصغرى. وأفواج العمال الذين فقدوا شغلهم واضطروا للبحث عن بدائل أخرى وكذا الحال بالنسبة للبسطاء من الصناع التقليديين والحرفيين، والذين لم يتمتعوا بأي دعم من أجل تحريك العمل بمحارفهم وورشاتهم.
نسائلكم السيدة الوزيرة عن الإجراءات الكفيلة بتشجيع السياسة الداخلية ؟
إن تداعيات الأزمة الوبائية وماواكبها من إجراءات إغلاق الحدود الجوية أظهر بالملموس محدودية الرهان على السياحة الخارجية حيث أصبحت بنيات الاستقبال الضخمة في العديد من المدن فارغة، ومن هنا السيدة الوزيرة ضرورة الاعتبار بالسياحة الداخلية التي لم تحض لحد الآن بالاهتمام الكافي.خصوصا وأن المواطن المغربي يعد أول زبون على مستوى السياحة الداخلية حيث يمثل 30 بالمائة من عدد نزلاء الفنادق وتحتل المركز الثاني في مؤشر السياحة برقم معاملات يصل إلى حوالي 31 مليار دولار سنويا . ويتضح جليا أن السياحة الداخلية هي المنقد وصمام الأمان عندما تكون السياحة الخارجية في أزمة
نحن نعلم أن القطاع لن يتمكن من التعافي إلا بعد السيطرة على حالة الطوارئ الطبية ورفع قرارات حضر السفر. لذلك فلابد من
ـ تغيير الاستراتيجية التي ترتكز على اجتذاب السياح الدوليين بإعطاء السائح المغربي القيمة والمكانة التي يستحقها وحمايته من المماراسات التي تعتبره سائحا درجة ثانية .
ـ ولابد من تنويع العرض السياحي الداخلي،
ـ ولابد من تأهيل المواقع السياحية القروية والجبلية بإصلاح المسالك وفضاءات الإيواء والترفيه وفتح فرص العمل للعمال غير المباشرين
ـ ولابد من انخراط كل الفاعلين بالقطاع لتسويق منتوج سياحي في متناول المواطنات والمواطنين منخفض التكلفة بالجودة المطلوبة متكامل ومنسجم مع عادات سفر الأسر المغربية وخلق تحفيزات تشجيعية على المزيد من الاستهلاك.
السيدة الوزيرة : بعد احتواء الوباء ورفع حالة الطوارئ الصحية سيحدث تغيير في ديناميات الاستهلاك بسبب انعدام الثقة والتقشف وعدم اليقين ، وهي متغيرات ستبقى حتما مؤثرة على السائح المستهلك مما سيفرض على وزارتكم اعتماد استراتيجية واضحة وبرامج واقعية لإنعاش والنهوض بالقطاع تفاديا لازدياد الوضع تأزما وتعقيدا بالنسبة للشغيلة بالقطاع.