في البداية لايفوتنا أن ننوه بالجهود والتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المغربية لمواجهة تفشي جائحة كوفيد 19،لا شك أن التدابير كانت ضرورية إلا أن إغلاق الحدود من وإلى المغرب دون سابق إعلام أدى إلى مأساة إنسانية لأزيد من 30 ألف من المواطنين المغاربة العالقين بالخارج ، والذين تقطعت بهم السبل بعد استنزاف مواردهم المالية. والمعاناة تشتد أكثر بالنسبة للعالقين الذين تخلفوا عن عملهم وباتوا يعيشون حالة توتر شديدة خوفا من فقدان وظائفهم .
الكثير من المغاربة العالقين في بعض الدول الإفريقية والذين قاموا باستثمارات ، ويشتغلون في إطار سياسة الانفتاح التي أقرها جلالة الملك يعيشون أوضاعا كارثية ومأساوية جراء إغلاق الحدود فحتى بعض السفارات للاسف لم تهتم بأوضاعهم وتركتهم لكل المخاطر المحتملة . كما أن الآلاف من الطلبة المغاربة في الخارج يعيشون أوضعا صعبة وجد مقلقة مثل باقي العالقين إن لم تكن أشد.
السيد الوزير، إننا في الاتحاد المغربي للشغل نتابع بقلق شديد ملف المغاربة العالقين بالخارج وكذلك المغاربة العالقين بالمغرب ، ونعتبره نقطة سوداء بالنظرللارتجالية التي طبعت التعاطي مع هذا الملف ، وتناقض التصريحات الرسمية التي جاءت مخيبة للآمال ولم تقدم إجابات مقنعة وواضحة عن موعد وكيفية عودة المواطنين العالقين.
فأين هي السيناريوهات الجاهزة التي تتحدث عنها الحكومة، ولا تنتظرإلا اتخاذ القرار؟ أين الفرج الذي قلتم أنه قريب؟ فهذه الضبابية هي التي دفعت العديد من المغاربة العالقين إلى الاحتجاج بسبب تنامي الإحساس لديهم أنهم موطنون متخلى عنهم، مايقارب 3 أشهر.
إن مسألة إعادة المغاربة العالقين هو بالدرجة الأولى قرار حكومي ولا مجال هنا للتحجج بالأمن الصحي لأن أغلب العالقين يخضعون للحجر الصحي بدول الإقامة.
المطلوب هو أن تتحمل الحكومة كامل مسؤولياتها وبحس وطني وإنساني لإرجاع هؤلاء المواطنين إلى حضن الوطن في أقرب الآجال ، وضمان عودة الأجراء منهم إلى عملهم. وفي انتظار ذلك لا بد من التكفل وتكثيف التواصل مع جميع العالقين لطمأنتهم والتخفيف من معاناتهم النفسية والاجتماعية.
السيد الوزير
لقد صرحتم أن حق العودة طبيعي وغير قابل للنقاش ، إلا أنه من غير الطبيعي أن تطمئنوا الرأي العام بأن الحكومة بصدد العمل على خلق شروط هذه العودة في أقرب الآجال وو…ولا حل يظهر في الأفق إلى اليوم.لذا نطالبكم السيد الوزير الإفصاح بوضوح عن موقفكم والإجراءات العملية التي تعتزمون القيام بها لعودة المغاربة العالقين التي لم تعد تحتمل الانتظار.