إن مشكل ارتفاع نسبة البطالةإلى 18 %في صفوف الشباب حاملي الشهادات العليا وخريجي معاهد التكوين المهني أصبح مقلقا ويَنِمُّ عن عجز الحكومة في تحمل مسؤوليتها في هذا المجال، كان من المفروض السيد الوزير أن تكون من ضمن الأولويات كمدخل أساسي لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وأيضا لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وذلك من خلال سياسة جريئة وخطة حكومية استشرافيةوبعيدة المدى.
السيد الوزير،إن المادة 31 من دستورنا تعطي الحق لكل مواطن في الشغل لتمكينه من المساهمة في التنمية واقتصاد البلاد،إلا أن حكومتكم ولحد الآن تنهج سياسات الحلول الترقيعية، معتمدة على برامج لا تستجيب وخلق مناصب شغل لخريجي المعاهد والجامعات ومراكز التكوين المهني.
السيد الوزير،من العار أن تغيب حكومتكم السيد الوزير في برامجها إدماج حاملي الشواهد العليا في سوق الشغل بِنِسَب مُهمة،يُرَاعى فيها مبدأ تكافؤ الفرص والحد بشكل نهائي من المحسوبية والزبونية والرشوة في التوظيف،فهي طاقات كفؤة لها تكوين أكاديمي علمي مطبوع بمنهجية هادفة تمكن من الإبداع والابتكار في مجالات عديدة،وإلاَّ ما الفائدة من تعليمنا العالي؟؟؟
إن طَرْحَنَا لِلسؤال في الاتحاد المغربي للشغل يأتي في سِياق المشروع التنموي البديل الذي أصبح ضرورة حتمية للإقلاع الفعلي لبلادنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، باستحضار الموارد الطبيعية والثروات التي تزخر بها بلادنا بَرا وبَحرا،وإمكانياته اللامادية، ومؤهلات شبابنا حاملي الشهادات العليا،دِرْءا للتيه والاحتقان الذي تعيشه هذه الفئة التي ناضلت وتناضل في إطار الجمعية الوطنية لحاملة الشهادات من أجل حقها في الشغل،بخروجها الى الشارع في احتجاجات سلمية جوبهت تارة بالقمع والحصار، وتارة بحوارات شد الحبل، نتائجها التراجع عن المكتسبات وفرض مخرجات لم تفض الى الحل الجدري، مما خلق في صفوف شبابنااليأس والإحباط والعزوف والرغبة في الهجرة وركوب قوارب الموت، وهي أمور تتفاقم حدتها ليصبح الوضع قنبلة موقوته قابلة للانفجار في أية لحظة.
- كان على حكومتكم خلق مناصب شغل في القطاع العام من أجل سد الخصاص الحاصل في الصحة والتعليم والمرافق العمومية خاصة المجال القروي.
- كان على حكومتكم ملاءمة التكوينات المتوفرة لحاجيات الشغل وتشجيع البحث العلمي.
- تشجيع الشباب لخلق مقاولات صغرى ومتوسطة والحد من احتكارات الشركات الكبرى.
- كان على حكومتكم السيد الوزير، إيجاد الحلول للرفع من عرض الشغل بوثيرة أسرع من وثيرة تصاعد النمو الديمغرافي من جهة، وارتفاع عدد حاملي الشواهد العليا من جهة أخرى.
- كان على حكومتكم الوقوف على الطاقات الشبابية الحاصلة على الشواهد العليا وشواهد التكوين المهني، المركونة في مراكز الاستقبال (les Centres D’appels) وشركات عالمية بأعداد كثيرة وأجور هزيلة.
- تشجيع الانتاج الداخلي مقابل رفع الصادرات لتحقيق نمو أكبر من أجل توفير مناصب شغل أكثر.
- خلق مناخ استثمار محفز يتجاوز عبء المساطر الادارية وبطئها.
- تطوير القطاع الفلاحي من خلال العمل بالتكنولوجيا للرفع من الإنتاج وتوفير مناصب الشغل.
- إدماج القطاع غير المهيكل وأنشطته، حتى يصبح مؤهلا لخلق مناصب شغل، والرفع من الانتاج.
- تأهيل الشباب حاملي الشواهد العليا ومراكز التكوين المهني للاندماج في القطاع الخاص.