أكيد أنكم تتابعون بألم وحسرة مسلسل تفكيك المؤسسة وتفويت ممتلكاتها، وما سيترتب عن ذلك من تداعيات خطيرة على حقوقكم ومكتسباتكم التاريخية. لأنه لا ضمان للحقوق في ظل مؤسسة يتم التخلي عنها ولأسباب لا يعلمها إلا العارفون بمصالحنا والراعون لشؤوننا.
يوم 26 شتنبر 2014 بالدار البيضاء تم توقيع اتفاقية تفويت توزيع الكهرباء بمحيط الدار البيضاء في خرق سافر لكل المساطير القانونية ذات الصلة، وفي غياب تام لجامعتكم العتيدة، وقمع لأطر ومستخدمي المكتب بالدار البيضاء والضغط عليهم وترهيبهم لتنفيذ عملية التفويت وفق شروط ومزاج السلطات العمومية، وبإيعاز من الشركة السعيدة الحظ التي ستحضى بهذه الكعكة الدسمة.
وبعد محطات نضالية قوية، كرد فعل طبيعي على ذلك الانتهاك والتهميش، بادرت السلطات العمومية بفتح حوار حول الملف. وخلال اجتماعات عدة حضرها كل الفاعلين المعنيين، تم الاتفاق على مقترح “مشروع اتفاق”، قدمته الجامعة واعتمد كأرضية للنقاش للخروج من هذا النزاع ب “اتفاق” يرضي كل الأطراف.
وأمام ذهول ومفاجئة الجميع، ومن طرف واحد، أغلقت السلطات العمومية باب الحوار لتعيدنا إلى نقطة الصفر وتعمق بذلك أزمة الثقة، وتبخر كل ما بنيناه من آمال على حوار ظنناه جدي وحقيقي، لكنه في الحقيقة مغشوش لا يعدو أن يكون نمودجا صارخا لما تعيشه مؤسساتنا، وللأسف الشديد، من بؤس وترد ومن زيف ومن تفش للفساد وتكريس للاستبداد و للتحكم في كل مناحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية.
لكل الأسباب السالفة الذكر، نحن مدعوون، مرة أخرى، لنكون في الموعد يوم 25 ماي لنخوض إضرابا وطنيا دفاعا عن كرامتنا وحقوقنا ومكتسباتنا، ومنها حقنا في الممتلكات “موضوع التفويت” التي نعتبرها حصاد عقود من التضحية والعمل الدؤوب، والتي يراد اليوم بكل بساطة نهبها.
كلنا مدعوون، أطرا ومستخدمين، إلى رفع درجة اليقظة والأهبة وإلى التعبئة الشاملة للتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف حقوقنا ومكاسبنا وتهدد استقرارنا المهني والاجتماعي.
الدار البيضاء في 19 ماي 2015
عاشت الجامعة الوطنية لعمال الطاقة
عاش الاتحاد المغربي للشغل